للإسلام، فإن هذا من باب {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا}(١)، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
[١ - النجاشي ملك الحبشة - رحمه الله - و - رضي الله عنه -]
عندما قرأ جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - على النجاشي (٢) صدراً من سورة مريم، بكى النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكى أساقفته حين سمعوا ما تُلي عليهم، وقال النجاشي للوفد: ما يقول صاحبكم في ابن مريم؟ فقال جعفر - رضي الله عنه -: يقول فيه قول اللَّه: هو روح اللَّه وكلمته، أخرجه من البتول العذراء التي لم يقربها بشر ... فتناول النجاشي عوداً فرفعه، فقال: يا معشر القسيسين والرهبان، ما يزيد على ما تقولون في ابن مريم ما تزن هذه، وقال للوفد: مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول اللَّه، وأنه الذي بشَّر به عيسى، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أقبل نعله ... (٣).
٢ - سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه:
قصة سلمان مشهورة عجيبة (٤)، فقد عاش مع مجموعة من
(١) سورة يوسف، الآية: ٢٦. (٢) أصحمة ملك الحبشة، أسلم وحسن إسلامه، وهو معدود في الصحابة، ولم يُهاجر، ولا له رؤية، فهو تابعي من وجه، صحابي من وجه، توفي في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى عليه بالناس صلاة الغائب، ولم يثبت أنه صلى على غائب سواه. انظر: سير أعلام النبلاء، ١/ ٤٢٨ - ٤٤٣. (٣) انظر: سير أعلام النبلاء، ١/ ٤٣٨. (٤) انظر: قصته وإسلامه - رضي الله عنه - في سير أعلام النبلاء، ١/ ٥٠٥ - ٥٥٦.