[المسلك الثالث: البراهين الدالة دلالة قطعية على إبطال قضية الصلب والقتل:]
زعم النصارى أن اليهود قتلوا عيسى - صلى الله عليه وسلم - وصلبوه وقُبِرَ، وقام في اليوم الثالث، وصعد إلى السماء (٢)، وقد كذبهم اللَّه فيما زعموا، {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ}(٣).
ومن الحكمة القولية في دعوتهم إلى اللَّه وإبطال مذهبهم أن يُردّ عليهم بالآتي:
[١ - الأدلة العقلية:]
(أ) بما أنكم أجمعتم أيها النصارى على القول بالاتحاد والصلب والقتل (٤)، فهل كان الاتحاد موجوداً في حالة الصلب والقتل أم لا؟
(١) سورة آل عمران، الآيتان: ٧٩ - ٨٠. (٢) انظر: الجواب الصحيح، ٢/ ١١٦، والداعي إلى الإسلام للأنباري، ص٣٧٧، وإغاثة اللهفان، ٢/ ٢٧٣، وهداية الحيارى، ص٦١٨. (٣) سورة النساء، الآية: ١٥٧. (٤) قالوا: إن الإله اتحد مع الإنسان فصار شيئاً واحداً: اتحاد الكلمة بجسد المسيح، ولا يسمون الكلمة التي هي العلم عندهم ابناً إلا بعد تدرعها بالمسيح، فالمسيح عندهم مع ما تدرع به: ابن ... انظر: الفصل لابن حزم، ١/ ١١٧، والداعي إلى الإسلام، ص٣٦٥، والملل للشهرستاني، ١/ ٢٢٢، ودقائق التفسير، ٢/ ٣٤٦.