[المسلك الثالث: إثبات اعتراف المنصفين من علماء اليهود:]
لاشك أن من حكمة القول مع أهل الكتاب في دعوتهم إلى اللَّه - عز وجل - الاستشهاد عليهم بشهادة علماء أهل الكتاب المنصفين، الذين وفقهم اللَّه - تعالى - وقبلوا الحق، وبيّنوه ولم يكتموه، وهذا من باب قوله تعالى:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا}(٤).
وأذكر على سبيل المثال من هؤلاء العلماء الذين يعترف اليهود بأنهم كانوا منهم فأقروا بالإسلام وأنه الدين الحق ما يلي:
١ - عبد اللَّه بن سلام رضي اللَّه عنه وأرضاه:
لو لم يسلم من اليهود في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا سيد اليهود على الإطلاق وابن سيدهم، وعالمهم وابن عالمهم، وخيرهم وابن
(١) انظر: تفسير السعدي، ٢/ ٣١٩. (٢) سورة المائدة، الآيتان: ٦٥ - ٦٦. (٣) سورة آل عمران، الآية: ١١٠. (٤) سورة يوسف، الآية: ٢٦.