يجبِ السُّؤالُ والبحثُ عنه، كما قال ابن عمر لمَّا سُئل عن الجُبن الذي يصنعه المجوسُ، فقال: ما وجدته في سوق المسلمين اشتريتُه ولم أسأل عنه (١)،
وذكر عندَ عمر الجبن وقيل له: إنَّه يُصنع بأنافح الميتة، فقال: سموا الله وكلوا (٢). قال الإمام أحمد: أصحُّ حديث فيه هذا الحديث، يعني: جبن المجوس (٣).
وقد رُوي من حديث ابن عباس: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتي بجبنة في غزوة الطَّائِفِ، فقال:«أين تُصنَعُ هذه؟» قالوا: بفارس، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ضعوا فيها السِّكِّينَ واقطعوا، واذكروا اسمَ الله وكلوا» خرَّجه الإمام أحمد (٤)، وسئل عنه، فقال:
هو حديث منكرٌ، وكذا قال أبو حاتم الرازي (٥).
وخرَّج أبو داود (٦) معناه من حديث ابن عمر، إلاَّ أنَّه قال: في غزوة تبوك، وقال أبو حاتم (٧): هو منكر أيضاً.
وخرَّجه عبد الرزاق في " كتابه "(٨) مرسلاً، وهو أشبه، وعنده زيادة، وهي: أنَّه قيل له: يا رسول الله، نخشى أنْ تكونَ ميتة؟ قال:«سمُّوا عليه
وكُلوه».
وخرَّج الطبراني (٩) معناه من حديث ميمونة، وإسناده جيِّد، لكنه غريب جداً.
وفي " صحيح البخاري "(١٠) عن عائشة: أنَّ قوماً قالوا للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ قوماً يأتوننا باللَّحم، لا ندري أَذُكِرَ اسمُ الله عليه أم لا؟ فقال:«سمُّوا عليه أنتم
وكلوا»
قالت: وكانوا حديثي عهدٍ بالكُفر.
(١) أخرجه: عبد الرزاق (٨٧٨٥). (٢) أخرجه: عبد الرزاق (٨٧٨٢). (٣) انظر: المغني ٩/ ٣٤٢. (٤) في " مسنده " ١/ ٢٣٤. وأخرجه: البزار كما في " كشف الأستار " (٢٨٧٨) و (٢٨٧٩)، والطبراني في "الكبير" (١١٨٠٧)، والبيهقي ١٠/ ٦ من حديث عبد الله بن عباس، به. (٥) في " العلل " ٢/ ٢٢١ عقيب (١٤٨٨). (٦) في " السنن " (٣٨١٩). وأخرجه: البيهقي ١٠/ ٦ من حديث عبد الله بن عمر، به. (٧) في " العلل " ٢/ ٢٢١ عقيب (١٤٨٨). (٨) المصنف (٨٧٩٥) عن الشعبي والضحاك بن مزاحم، مرسلاً. (٩) في " الأوسط " (١٥٩٧). وأخرجه: أبو نعيم في " الحلية " ٨/ ٢٩١ من حديث ميمونة، به. (١٠) الصحيح ٣/ ٧١ (٢٠٥٧) من حديث عائشة، به.