أحمَدُه على نِعَمِهِ الجمَّة، وأشهدُ أنْ لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له، شهادةً تكونُ لمنِ اعتصمَ بها خيرَ عِصْمَة، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُهُ، أرسله للعالمين رحمة، وفوّض إليه بيانَ ما أُنزِلَ إلينا، فأوضحَ لنا كلَّ الأمورِ المهمَّة، وخصَّه بجوامعِ الكلِمِ، فربَّما جمعَ أشتاتَ (٢) الحِكَمِ والعُلومِ (٣) في كلمةٍ، أوْ في شطرِ كلمة، صلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه صلاةً تكونُ لنا نوراً مِنْ كلِّ ظُلْمةٍ، وسلَّم تَسليماً كثيراً (٤).
أمَّا بعدُ:
فإنَّ الله - سبحانه وتعالى - بعثَ محمَّداً - صلى الله عليه وسلم - بجوامِعِ الكَلِمِ، وخصَّهُ ببدائع الحِكَمِ. كما في " الصحيحين " عن أبي هريرةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:«بُعِثْتُ بجوامِعِ الكَلِمِ»(٥).
(١) «وبه نستعين» من (ص) فقط. (٢) في (ص): «أسباب». (٣) في (ص): «العلوم والحكم». (٤) سقطت من (ص). (٥) أخرجه: البخاري ٤/ ٦٥ (٢٩٧٧) و ٩/ ٤٣ (٦٩٩٨) و ٩/ ٤٧ (٧٠١٣) و ٩/ ١١٣ (٧٢٧٣)، ومسلم ٢/ ٦٤ (٥٢٣) (٥) و (٦) و (٧) و (٨). وأخرجه: أحمد ٢/ ٤١١، وابن ماجه (٥٦٧)، والترمذي (١٥٥٣) م، والنسائي ٦/ ٣ - ٤، والطحاوي في " شرح المشكل " (١٠٢٥)، وابن حبان (٢٣١٣) و (٦٤٠١) و (٦٤٠٣)، والبيهقي ٢/ ٤٣٣ و ٩/ ٥ وفي " الدلائل "، له ٥/ ٤٧٢، والبغوي (٣٦١٧) من طرق عن أبي هريرة، به.