[المطلب الأول: حكم قراءة القرآن في الركوع والسجود]
دليل النهي:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال: كشف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال:((أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعاً أَوْ سَاجِداً، فَأَمَّا الرُّكُوعُ: فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ -عز وجل-، وَأَمَّا السُّجُودُ: فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؛ فَقَمِنٌ (١) أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)) (٢).
وعن علي -رضي الله عنه- قال:((نَهَانِي رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ أَقْرَأَ رَاكِعاً أَوْ سَاجِداً)) (٣).
حكم المسألة:
اتفق الفقهاء (٤) على كراهة قراءة القرآن في الركوع والسجود.
قال النووي -رحمه الله-: «اتفقوا على كراهة قراءة القرآن في الركوع والسجود وغير حالة القيام»(٥).
وقال ابن تيمية -رحمه الله-: «قد اتفق العلماء على كراهة القراءة في الركوع والسجود»(٦).
وقال ابنُ الشِّلْبِيِّ -رحمه الله- (٧) في حاشيته على (تبيين الحقائق): «تُكره قراءة القرآن في
(١) قَمِنٌ: أي: خليق وجدير. يُنظر: النهاية (٤/ ١١١)، لسان العرب (١٣/ ٣٤٧). (٢) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود (١/ ٣٤٨) برقم: (٤٧٩). (٣) المصدر نفسه (١/ ٣٤٨) برقم: (٤٨٠). (٤) يُنظر: تبيين الحقائق (١/ ١١٥)، حاشية ابن عابدين (١/ ٥٢٣)، شرح مختصر خليل، للخرشي (١/ ٢٩١)، حاشية الدسوقي (١/ ٢٥٣)، العزيز شرح الوجيز (١/ ٥١٢)، المجموع (٣/ ٤٣٤)، المغني (١/ ٣٦٢)، الشرح الكبير (٣/ ٤٨٤). (٥) المجموع (٣/ ٤٣٤). (٦) مجموع الفتاوى (٢٣/ ٥٨). (٧) هو: أحمد بن يونس بن محمد، شهاب الدين المصري الحنفي، المعروف بابن الشلبي، كان عالماً، كريم النفس، كثير الصدقة على الفقراء والمساكين، له: «حاشية على تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق» و «الدرر الفرائد»، تُوفي سنة ٩٤٧ هـ وله من العمر بضع وستون سنة. يُنظر: الكواكب السائرة (٢/ ١١٦)، شذرات الذهب (١٠/ ٣٨٢)، الأعلام، للزركلي (١/ ٢٧٦).