وَجْهَ اللَّهِ الَّذِي وَصَفَهُ بِالْجَلَالِ١ وَالْإِكْرَامِ مَخْلُوقٌ، لِأَنَّكَ ادَّعَيْتَ أَنَّهَا أَعْمَالٌ مَخْلُوقَةٌ، يُوَجَّهُ٢ بِهَا إِلَيْهِ وَنِعَمٌ وَإِحْسَانٌ. وَالْأَعْمَالُ كُلُّهَا مَخْلُوقَةٌ لَا شَكَّ فِيهَا، فَوَجْهُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ فِي دَعْوَاكَ مَخْلُوقٌ، فَزَعَمْتَ أَيْضًا أَنَّهَا قِبْلَةُ اللَّهِ، وَالْقِبْلَةُ٣ أَيْضًا مَخْلُوقَةٌ، فَادَّعَيْتَ أَنَّ كُلَّ مَا٤ ذَكَرَ٥ اللَّهُ تَعَالَى٦ فِي كِتَابِهِ مِنْ ذِكْرِ وَجْهِهِ: وَجْهٌ مَخْلُوقٌ، لَيْسَ لِلَّهِ مِنْهَا وَجْهٌ مَعَهُ٧ وَلَا هُوَ ذُو وَجْهٍ فِي دَعْوَاكَ. وَكِتَابُ اللَّهِ الْمُكَذِّبُ لَكَ فِي دَعْوَاكَ، وَهُوَ مَا تلوث أَيُّهَا الْمُعَارِضُ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي كُلُّهَا نَاقِضَةٌ لِمَذْهَبِكَ، وَآخِذَةٌ بِحَلْقِكَ، أَوَ تَأثر٨ تَفْسِيرَكَ٩ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَثَرٍ مَأْثُورٍ مَنْصُوصٍ مَشْهُورٍ؟ وَلَنْ تَفْعَلَهُ أَبَدًا، لِمَا قد رُوِيَ عَنهُ خِلَافه وهوقوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة} ١٠ قَالَ: "النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ"
١ فِي س "ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام"، وَفِي ط، ش "ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام"، وَمَا فِي الأَصْل أنسب للسياق.٢ فِي ط، ش "يتَوَجَّه"، وَفِي س "وَتوجه".٣ فِي ش "والقبلذ" بِالذَّالِ وَظَاهر أَنه خطأ مطبعي.٤ فِي الأَصْل وس "كلما".٥ فِي ط، س، ش "ذكره".٦ لَفْظَة "تَعَالَى" لَيست فِي ط، س، ش.٧ فِي ط، س، ش "لَيْسَ لله مِنْهَا وَجه صفة".٨ فِي س "وتأثر"، وَسِيَاق النَّص يُنَاسِبه مَا أَثْبَتْنَاهُ.٩ فِي ط، س، ش "تَفْسِير".١٠ سُورَة يُونُس، آيَة "٢٦".١١ أخرجه مُسلم فِي صَحِيحه بترتيب وتبويب مُحَمَّد فؤاد عبد الْبَاقِي/ كتاب الْإِيمَان، بَاب إِثْبَات رُؤْيَة الْمُؤمنِينَ/ حَدِيث ٢٩٨، ٦٣/١ قَالَ: حَدثنَا أَبُو بكر =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute