وَعَن عُثْمَان بن سعيد الرَّازِيّ قَالَ: حَدثنَا الثِّقَة من أَصْحَابنَا، قَالَ: لما مَاتَ بشر بن غياث المريسي لم يشْهد جنَازَته من أهل الْعلم وَالسّنة إِلَّا عبيد الشونيزي، فَلَمَّا رَجَعَ من جَنَازَة المريسي أقبل عَلَيْهِ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة، قَالُوا: يَا عَدو الله، تنتحل السّنة وَالْجَمَاعَة وَتشهد جَنَازَة المريسي؟ قَالَ: أنظروني حَتَّى أخْبركُم، مَا شهِدت جَنَازَة رَجَوْت فِيهَا من الْأجر مَا رَجَوْت فِي جنَازَته. لما وضع مَوضِع الْجَنَائِز قُمْت فِي الصَّفّ فَقلت: اللَّهُمَّ عَبدك هَذَا كَانَ لَا يُؤمن برؤيتك فِي الأخرة، اللَّهُمَّ فاحجبه عَن النّظر إِلَى وَجهك يَوْم ينظر إِلَيْك الْمُؤْمِنُونَ، اللَّهُمَّ عَبدك هَذَا كَانَ لَا يُؤمن بِعَذَاب الْقَبْر، اللَّهُمَّ فَعَذَّبَهُ الْيَوْم فِي قَبره عذَابا لَا تعذبه أحدا من الْعَالمين، اللَّهُمَّ عَبدك هَذَا كَانَ يُنكر الْمِيزَان، اللَّهُمَّ فَخفف مِيزَانه يَوْم الْقِيَامَة، اللَّهُمَّ عَبدك هَذَا كَانَ يُنكر الشَّفَاعَة، اللَّهُمَّ فَلَا تشفع فِيهِ أحدا من خلقك يَوْم الْقِيَامَة، قَالَ فَسَكَتُوا وَضَحِكُوا٢.
آثاره:
قَالَ الذَّهَبِيّ: وللمريسي تصانيف جمة٣,
صنف كتابا فِي التَّوْحِيد، وَكتاب "الإرجاء"، وَكتاب "الرَّد على الْخَوَارِج"، وَكتاب "الِاسْتِطَاعَة"، و"الرَّد على الرافضة فِي الْإِمَامَة"،
١ لِسَان الْمِيزَان "٢/ ٣١".٢ تَارِيخ بَغْدَاد "٧/ ٦٦".٣ سير أَعْلَام النبلاء "١٠/ ٢٢٠-٢٠١"، مُعْجم المؤلفين "٣/ ٤٦".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute