أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ ... وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا محَالة زائل١
يَعْنِي فان، لَا أَنَّهُ مُتَحَرِّكٌ، فَإِنَّ أَمَارَةَ مَا بَيْنَ الْحَيِّ، وَالْمَيِّتِ التَّحَرُّكُ، وَمَا لَا يَتَحَرَّكُ فَهُوَ مَيِّتٌ، لَا يُوصَفُ بِحَيَاةٍ، كَمَا وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَصْنَامَ الْمَيِّتَةَ فَقَالَ: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ، أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} ٢، فَالله الْحَيّ
١ الشّطْر الأول من هَذَا الْبَيْت ذكره البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا انْظُر: صَحِيح البُخَارِيّ بشرحه فتح الْبَارِي، كتاب مَنَاقِب الْأَنْصَار، بَاب أَيَّام الْجَاهِلِيَّة حَدِيث ٣٨٤١، ٧/ ١٤٩ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: "أصدق كلمة قَالَهَا شَاعِر كلمة لبيد: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا الله بَاطِل، وَكَاد أُميَّة بن الصَّلْت أَن يسلم"، انْظُر: صَحِيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ، كتاب الشّعْر المجلد الثَّامِن جـ٥ ص"١٢-١٣". عَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا وَذكر الْبَغْدَادِيّ فِي خزانَة الْأَدَب، الطبعة الأولى ١/ ٣٧٧-٣٣٩ أَن هَذَا الْبَيْت من مطلع قصيدة رثى بهَا النُّعْمَان بن الْمُنْذر ملك الْحيرَة أَولهَا:أَلا تَسْأَلَانِ الْمَرْء مَاذَا يحاول ... أنحب فَيقْضى أم ضلال وباطلوَمِنْهَا:أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ ... وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا محَالة زائلوكل أنَاس سَوف تدخل بَينهم ... دويهية تصفر مِنْهَا الأناملوكل امْرِئ يَوْمًا سَيعْلَمُ سَعْيه ... إِذا كشفت عِنْد الْإِلَه الحصائلوَذكر الْبَغْدَادِيّ فِي الْمصدر نَفسه أَنه قَالَ شطره الأول لعُثْمَان، فَقَالَ: صدقت، فَلَمَّا قَالَ الشّطْر الثَّانِي قَالَ: كذبت، نعيم الْجنَّة لَا يزلول وَقيل: أَن الَّذِي قَالَ ذَلِك عمر، وَقيل: الرَّسُول انْظُر: الخزانة ص"٣٤١"، وَذكر ابْن حجر فِي فتح الْبَارِي ٧/ ١٥٣ أَن الَّذِي قَالَ لَهُ ذَلِك هُوَ عُثْمَان بن مَظْعُون.٢ سُورَة النَّحْل، آيَة "٢٠".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute