وقول كثير: وعرارها فالعرار البهار البري، وهو حسن الصفرة طيب الريح، قال الأعشى:
بيضاء ضحوتها وصفـ ... ـراء العشية كالعراره١
وقوله: موهناً يريد بعد هديء من الليل٢، يقال: أتانا بعد هديء من الليل، وبعد وهن من الليل٣، أي بعد دخولنا في الليل، وأنشد أبو زيد:
هبت تلومك بعد وهن في الندى ... بسل عليك ملامتي وعتابي
والمندل: العود. يقال له: المندل والمندلي. قال الشاعر٤:
أمن زينب ذي النار ... قبيل الصبح ما تخبو
إذا ما خمدت يلقى ... عليها المندل الرطب
قال أبو العباس: ذي معناه ذه يقال: ذا عبد الله، وذي أمة الله، وذة أمة الله، وته أمة الله، وتا أمة الله؛ فإذا قلت: هذا عبد الله: فالإسم ذا وها للتنبيه. وعلى هذا القول٥: هذي أمة الله [وهذه أمة الله] ٦. وإن شئت أسكنت في الوصل فقلت: هذه أمة الله. وإذا قلت: هذهي أمة الله. فالياء زائدة. لأن هذه الهاء لما كانت في لفظ المضمر شبهوها به في زيادة الياء. نحو: مررت بهي يا فتى! ولا٧ يجوز أن تضم الهاء في هذه على قول من قال: مررت بهو، لأن هاء الإضمار أصلها الضم. تقول: رأيتهو يا فتى، ورأيتهم يا فتى! وهذه الهاء ليست من هذه، إنما هي مشبهة وتقول: هاته هند، وهاتي هند، وهاتا هند، على زيادة ها للتنبيه. قال جرير:
١ العرار: شجر له نور أصفر قدر شبر, وقبله: ياجارتي ما كنت جاره ... بانت لتحزننا عفاره ترضيك من دل ومن ... حسن مخالطه غراره وانظر ديوانه ١١١. ٢ من الليل. ساقط من ر. ٣ "من الليل". ساقط من ر. ٤ ينسب البيتان لعمر بن أبي ربيعة. وهما في ملحق: ديوانه ٤٧٨. ٥ ر: "تقول" ٦ تكملة من نسخة الاصل. ٧ ر: "لا يجوز" بدون الواو.