قال أبو العباس: كان الحسن يقول: الحمد لله الذي كلفنا ما لو كلفنا غيره، لصرنا فيه إلى معصيته، وآجرنا على ما لا بد لنا منه.
يقول: كلفنا الصبر، ولو كلفنا الجزع لم يمكنا أن نقيم عليه، وآجرنا على الصبر، ولا بد لنا من الرجوع إليه.
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه١ يقول عند التعزية: عليكم بالصبر، فإن به يأخذ الحازم، وإليه يلجأ٢ الجازع.
وقال للأشعث بن قيس: إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت موزور.
وقال الخزيمي:
ولو شئت أن أبكي دماً لبكيته ... عليه، ولكن ساحة الصبر أوسع٣
وفي هذا الشعر وإن لم يكن من هذا الباب:
وأعددته ذخراً لكل ملمةٍ ... وسهم المنايا بالذخائر مولع
١ ر: "صلوات الله عليه". ٢ ر, س: "يعود". ٣ قبله: وأني وإن أظهرت في جردة ... وصانعت أعدائي عليه لموجع ملكت دموع العين حتى ردتها ... إلى ناظري وأعين القلب تدمع