وأعوج: فرس كان لغني، وقالوا، كان لبني كلاب. ولا ينكر هذا، لأن خبيبة١ بنت رياح الغنوية، ولدت بني جعفر بن كلاب. فلعله أن يكون صار إلى بني جعفر بن كلاب من غني.
والعرب تنسب الخيل الجياد إلى أعوج، وإلى الوجيه، ولاحق، والغراب، واليحموم، وما أشبه هذه الخيل من المتقدمات. قال زيد الخيل:
جلبنا الخيل من أجإ وسلمى ... تخب نزائعا خبب الذئاب٢
جلبنا كل طف أعوجي ... وسلهبة كخافية العقاب٣
ثم نرجع إلى التشبيه المصيب؛ قال امرؤ القيس في طول الليل:
كأن الثرا علقت في مصامها ... بأمراس كتان إلى صم جندل
فهذا في ثبات الليل وإقامته. والمصام: المقام. وقيل للممسك عن الطعام: صائم، لثباته على ذلك، ويقال: صام النهار: إذا قامت الشمس. قال امرؤ القيس:
خيل صيام وخيل غير صائمة ... تحت العجاج وخيل تعلك اللجما
والأمراس: جمع مرس، وهو الحبل. قال أبو زبيد يرثي غلامه ويذكر تعرضه للحرب٤:
إما تقارن بك الرماح فلا ... أبكيك إلا للدلو والمرس٥
١ ر: "حبيبة". وما أثبته عن الاصل. ٢ النزائع: جمع نزيعة, وهي التي تنزع إلى وطنها وتحن إليه. ٣ السلهية, والسهلب ايضا الفرس الطويل. ٤ ر: "وتعرض للحرب فقتل". ٥ ر: "إما تعلق". وما أثبته رواية الأصل. س.