فـ"من" تقع للواحد والاثنين والجميع والمؤنث على لفظ واحد، فإن شئت حملت خبرها على لفظها فقلت: من في الدار يحبك، عنيت جميعاً أو اثنين أو واحداً أو مؤنثاً، وإن شئت حملته على المعنى فقلت: يحبانك، وتحبك إذا عنيت امرأة ويحبونك إذا عنيت جميعاً كل ذلك جائز جيد، وقال الله عز وجل:{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ} ١. {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي} ٢. وقال فحمل على المعنى:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} ٣. وقرأ أبو عمرو:{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً} ٤ فحمل الأول على اللفظ والثاني على المعنى. وفي القرآن:{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} .
فهذا كله على اللفظ، ثم قال:{وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} على المعنى.
وقوله:"أو شباة سنان" فالشبا والشباة واحد وهو الحد.
١ سورة يونس ٤٠. ٢ سورة التوبة ٤٩. ٣ سورة يونس ٤٢. ٤ سورة الأحزاب ٣١.