قال: أخبرنا مطرَّف بن عبد الله، قال:"سمعت مالك بن أنس يقول لبعض من يحتج عليه في العرض: أنه لا يجزئه فيه إلا المشافهة فيأبى مالك ذلك عليه أشدَّ الإباء، ويحتج مالك في ذلك فيقول: أرأيت إذا قرأت [على](١) القارئ القرآن، فسئلت من أقرأك؟ أليس تقول: فلان ابن فلان، وفلان لم يقرأ عليك قليلاً ولا كثيراً فهو إذا قرأت أنت عليه أجزأك، وهو القرآن، ولا ترى أن يجزئك الحديث! فالقرآن أعظم من الحديث (٢).
قال: أخبرنا مُطَرَّف بن عبد الله، قال: "صحبت مالك بن أنس نحواً من عشرين سنة، فلم أر أحداً قرأ مالك عليه (٣) هذه الكتب -يعني الموطأ-" (٤).
(١) التكملة من حاشية الأصل. (٢) أخرجها الحاكم في معرفة علوم الحديث ٢٥٩. من طريق مطرف أيضاً مختصرة. (٣) أخرج الأصبهاني في حلية الأولياء ٦/ ٣٢٠. نحوه من طريق نافع بن عبد الله. والحاكم في معرفة علوم الحديث ٢٥٩ من طريق مطرف، ويضع (سبع عشرة) بدل (عشرين). (٤) الموطأ: كتاب في الحديث رتَّبه الإمام مالك على أبواب الفقه. وهو عظيم الفوائد اهتم به العلماء اهتماماً بالغاً، فشرحوه، ودرسوا أسانيده ووصلوا مراسيله ومنقطعاته. ومن شروحه: (الاستذكار في شرح مذاهب علماء الأمصار)، (والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد). وكلاهما لابن عبد البر القرطبي (ت ٤٦٣ هـ). و (تنوير الحوالك على موطأ مالك). للسيوطي (ت ٩١١ هـ). (انظر: بحوث في تاريخ السنة المشرفة ٢٣٥).