وحمل الميت ودفنه تكريم للميت، وهو من فروض الكفاية، قال الله تعالى:{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً} ١، ومعنى الكفت: الضم والجمع، وقال الفراء: يريد تكفتهم أحياء على ظهرها في دورهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتا في بطنها أي: تحوزهم٢.
وقال تعالى:{ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} ٣، جعل له قبرا يواري فيه، قال الفراء: جعله مقبورا ولم يجعله ممن يلقى كالسباع والطيور٤.
ويتولى إنزال٥ الميت ولو كان أنثى - الرجال دون النساء لأمور:
الأول: أنه المعهود في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجرى عليه عمل المسلمين حتى اليوم.
الثاني: أن الرجال أقوى على ذلك.
الثالث: لو تولته النساء أفضى ذلك إلى انكشاف شيء من أبدانهن أمام الأجانب، وهو غير جائز، وأولياء الميت أحق بإنزاله لعموم قول الله تعالى:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} ٦.
١ سورة المرسلات، الآيتان [٢٥،٢٦] . ٢ تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل: البغوي ٤/٤٣٤. ٣ سورة عبس، الآية [٢١] ٤ تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل: البغوي ٤/٤٤٨. ٥ أحكام الجنائز وبدعها: الألباني ص ١٤٧. ٦ سورة الأنفال الآية [٧٥] .