الزهد قصر الأمل في الدنيا، وزاد سفيان الثوري] (٢) ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء. وقيل حقيقة الزهد في قوله تعالى:{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}(٣) فالزاهد هو الذي لا يفرح بموجود من الدنيا ولا يحزن على مفقود منها. وقال الإمام أحمد مرة قصر [الأمل][في الدنيا](٤) واليأس والإعراض عنها، اهـ.
وقال الجنيد: سمعت سريًّا يقول (٥): إن الله تعالى سلب الدنيا عن أوليائه وحماها عن أصفيائه وأخرجها من قلوب [أهل] وداده لأن لم يرضها لهم. وقال يحيى بن معاذ (٦) الزهد يورث السخاء بالملك والحبّ يورث السخاء بالروح.
وقال الإمام أحمد بن حنبل (٧): الزهد عدم فرحه بإقبال الدنيا وحزنه على إدبارها فإنه - رضي الله عنه - سئل عن الرجل يكون معه ألف دينار هل يكون زاهدا؟
(١) إحياء علوم الدين (٤/ ٢٤٢)، ونهاية الأرب في فنون الأدب (٥/ ٢٦٥). (٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية. (٣) سورة الحديد، الآية: ٢٣. (٤) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية. (٥) البيهقي الزهد الكبير (١/ ٧٦)، وتاريخ مدينة دمشق)،، وقال النووي في (٢٠ ص ١٧٩)، الرسالة القشيرية (١/ ١٥٢). (٦) نهاية الأرب في فنون الأدب (٥/ ٢٦٥). (٧) مدارج السالكين (٢/ ١١).