للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند اللَّه حسن" (١) قل أنت: قال اللَّه في كتابه الكريم: يا شباب الحجارة ويا أطفال الحجارة استمروا، ويكون كلامك صحيحًا. . .، إن المسلم يجوز له أن يضع نصًا يعبّر به عن مقصدٍ في الواقع ويكون مصدرًا للحكم) (٢).

إنه يقرر بكل استخفاف وسخرية بأن الإنسان يُمكن له أن يقول أي كلام فيصبح هذا الكلام قرآنًا أي يصبح مثل كلام اللَّه.

{انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (٥٠)} (٣).

ومن أخبث أقوال حسن حنفي في هذا الصدد قوله في صيغة إعجاب بالصوفية في ندوة "الحداثة والإسلام": (. . . والصوفي يتحدث بحرية تامة مع اللَّه، ويتكلم عن علاقته العشقية مع اللَّه، وأنه لا فرق بين الذكر والأنثى، اللَّه يعامله جنسيًا وهو يعامل اللَّه جنسيًا. . .) (٤).

أمّا نزار قباني فإنه يصف اللَّه تعالى بالجهل وعدم المعرفة بالإنسان وقلبه وعواطفه، وذلك في قوله: (. . . القلب الإنساني قمقم رماه اللَّه على شاطيء هذه الأرض، واعتقد أن اللَّه نفسه لا يعرف محتوى هذا القمقم ولا جنسية العفاريت التي ستنطلق منه، والشعر واحد من هذه العفاريت) (٥).

ويصف اللَّه تعالى بأنه دبيب شعري وإيقاع، وأن موت القصيدة هو موت للَّه تعالى، إلى آخر كلامه النجس الدنس المليء بالكفر والضلال،


= المؤمنين مكينة، بل هي من علامات صحة الدين والاستقامة على السنَّة. انظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ٤٨، وتهذيب التهذيب ١٠/ ٥، والبداية والنهاية ١٠/ ١٧٤ - ١٧٥.
(١) هذا أثر موقوف على ابن مسعود رضي اللَّه عنه، وليس من كلام مالك بن أنس كما قال هذا العلماني الجاهل. انظر: الأثر في مسند أحمد ١/ ٣٧٩، وانظر الكلام عنه سندًا ومتنًا إن شئت في حقيقة البدعة وأحكامها ١/ ٣٨٢ - ٣٩٣.
(٢) الإسلام والحداثة: ص ٢٣٥ - ٢٣٦.
(٣) الآية ٥٠ من سورة النساء.
(٤) الإسلام والحداثة: ص ٣٨٩.
(٥) أسئلة الشعر: ص ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>