وقد استعاض بالنقاط عن اسم اللَّه في قوله:(أتريد تقول. . .)، وهو حذف مقصود يضفي جوًا من الشك والاتهام، ويؤكد أن الإجابة على هذه الأسئلة الجارحة هو اللَّه تعالى وتقدس.
وفي المسرحية ذاتها يتقمص شخصية الحلاج (٢) ويؤيد مذهبه الحلولي الباطل، ويجعل كلمات اللَّه تعالى مخلوقة مولودة في قلب الحلاج، وذلك في قوله:
(. . . في أرض مدينته الخضراء
ولدت كلمات اللَّه هناك بقلبي المثقل
فأتيت بها، طوفت بأرض الناس) (٣).
ثم يستطرد في نَفسٍ صوفي ابتداعي، فيجعل اللَّه تعالى معشوقًا -تعالى اللَّه-، ويقرر عقيدة الفناء الصوفي، ويجعل من صفات اللَّه خلعة يُمكن أن يلبسها الإنسان المحب للَّه، على حد مزاعمه وادعاءاته الباطلة
(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٤٧٢ - ٤٧٤. (٢) هو: الحسين بن منصور بن محمي أبو مغيث الفارسي الصوفي الزنديق المقتول على زندقته، تبرأ منه أغلب الصوفية، وسائر المشائخ والعلماء، كان صاحب شعوذة وسحر، ويقول بالحلول، خدع الناس بسحره، وأتى بأشياء منكرة وتكلم بما يخرجه من الدين فأفتى العلماء بإباحة دمه فقتل سنة ٣١١ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء ١٤/ ٣١٣، وميزان الاعتدال ١/ ٥٤٨، والبداية والنهاية ١١/ ١٣٢، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٣٥/ ١١٠، ١١٩، وتلبيس إبليس ص ١٧١. (٣) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٤٨٥.