وهو التوجه إلى غير اللَّه بالطاعة يأخذ منه ما يحل وما يحرم وما يجوز وما لا يجوز ما يبان وما لا يباح.
وهذا الضرب من الشرك هو الذي يعم وجه البسيطة اليوم، فبلاد الكفر حوت ألوان هذا الشرك وغيره، ففيها شكر الطاعة والاتباع في التحليل والتحريم والمنع والإباحة بغير ما أنزل اللَّه، واتخذ أهلها الأرباب والآلهة الباطلة من دون اللَّه، وفي بلاد المسلمين وقع من أهلها في هذا الضرب من الشرك كل من رضي بشريعة غير شريعة اللَّه، أو اتبع منهجًا غير منهج الإسلام، أو اتخذ طريقة في الحياة العامة أو في النظم والدساتير غير طريقة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه.
وهو قريب من سابقه، وذلك أن أن ولاء المسلم ومحبته يجب أن تكون للَّه ولرسوله ولشريعته وللمؤمنين، وإن من مقتضيات كلمة التوحيد أن يكون المسلم متوجهًا بالولاء محبة ونصرة للَّه ولما يحبه، ومن نواقض التوحيد أن يتوجه بالولاء والمحبة للكفار والمشركين والملاحدة، ولمناهجهم
(١) الآيات ٢١ - ٢٥ من سورة الأنبياء. (٢) الآية ٢١ من سورة الشورى. (٣) الآية ٣١ من سورة التوبة.