وذلك من أجل تهديمها كلها، أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد) (١).
- ويقول أحد نقاد الحداثة: (. . . الحداثة إذن ليست دعوى شبيهة بالعصرية، فهذه الأخيرة دعوة شكلية سطحية، تتعلق بمظاهر الأشياء. . . الشعر الحديث "موقف" من الكون كله لهذا كان موضوعه الوحيد "وضع الإنسان في هذا الوجود") (٢).
ويقول أيضًا:(الحداثة موقف حضاري من الوجود، الحداثة رؤيا، حساسية، تشكيل)(٣).
ويذكر هذا الناقد كيف بدأت ثورة الحداثة فيقول: (بدأت ثورة في "المضمون" وهذه أنتجت ثورة في "الشكل") (٤).
ويقول أيضًا:(لقد استعار شعراء الحداثة العرب صلب الرؤية الغربية في طلب التغيير. . . فالسعي إلى تغيير العالم بعدًا لتحقيق الذات يصدر أساسًا عن موقف حضاري لا يقيم للدين الشأن الأكبر في هذا العالم كما تؤمن حضارة الشرق بل يؤمن بطاقات الإنسان المتفوق وقدراته)(٥).
- ويقول الناقد الحداثي المغربي محمد بنيس:(. . . الحداثة في هذا العصر، غربية التصور والتحقق، لفعلها صفة الشمول. . . وفعل الشمول معناه أن الحداثة ليست اختيارًا قوليًا، يطأ العبارة وينتهي عند ملفوظها، بل هو نمط حياة، وتصور مجتمع، وثقافة تقنية تكتسح الإنسان والطبيعية)(٦).
ويقول: (نحن جميعًا متورطون في الحداثة، والحداثة حداثات، حداثة الدولة، وتتمثل خصوصًا في تقنية التجهيز والقمع، ولا اختيار
(١) زمن الشعر: ص ٧٦ ونحو هذا في: ص ٢٧٣. (٢) الحداثة في الشعر العربي المعاصر: ص ٥٩. (٣) المصدر السابق: ص ٦٥. (٤) المصدر السابق: ص ٣٤٩. (٥) المصدر السابق: ص ٣٥١. (٦) حداثة السؤال: ص ١٠٩.