وهكذا ينطرح البياتيّ عبدًا للحرف والشعر ويصلي لها ويقدسها معتقدًا أزليتها وأبديتها، ويخاطب الشعر قائلًا:(إلهي بين يديك أنا قوس فاكسرني. . .)(٣)، ويقول واصفًا كلماته بكلمات اللَّه تعالى التى لا تنفد:(لو كان البحر مدادًا للكلمات لصاح الشاعر: يا ربي نفد البحر وما زلت على شواطئه أحبو)(٤).
ويتحذلق ممجدًا الإبداع إلى حد مقارنته بالخلق وهو مهووس كغيره من الحداثيين بهذه الكلمة فيقول:(العربات الذهبية حاملة للجسد المنفي بذور الإبداع ونار الخلق الأولى من أي السنوات الضوئية يأتي هذا الضيف. . .)(٥).
وبنفس مجوسيّ يقول واصفًا الشعر:
(خرجت من نار الشعر طقوس الحب. . .
خرجت من نار الشعر الآيات
ونبيّو الثورات. . .) (٦).
(١) ديوان البياتيّ ٢/ ٤١٧. (٢) المصدر السابق ٢/ ٤٢٥. (٣) و (٤) المصدر السابق ٢/ ٤٢٩. (٥) و (٦) المصدر السابق ٢/ ٤٤٢ - ٤٤٣.