ومشلول وسكران وقذر، وضيقه من كون التاريخ يدوَّن بميلاد نبي وهجرة نبي، ومناداته بقطع الجذور مع الماضي وافتخاره بأن ذلك مهامه وأعماله الكبيرة، ودعوته لتفجير التاريخ ومحو تاريخ الأسلاف والخروج من ملكوت الآباء، وغير ذلك من المعاني والمضامين الياطنية النصيرية، والعلمانية الحداثية، وغير مستغرب على طائفي حاقد أن يكون كذلك؛ لأنه قد نشأ في جو التشيع الغالي المارق، وتشبع ببغض المسلمين وتاريخهم ورمورهم، وأكتفي هنا بالإحالة على مواضع هذه القضايا التي ذكرت (١)، وقد بلغت من استخفاف الحداثيين بتاريخ المسلمين أن زعم بعضهم أنه لا وجود حضاري للمسلمين وإنّما هو وجود وهمي (٢)، ولخص إحسان عباس نظرتهم للتاريخ في تسع نقاط دالة على مقدار ما استبطنته قلوبهم المريضة من عداء وبغضاء، يقول إحسان عباس:
(. . . والتاريخ في رأي بعضهم قد يكون:
- بقية الرطوبة الأولى التي جفت، وصار ما تبقى منها إلى ملوحة أو إلى مرارة
- أو هو خلاصة الزرنيخ بعد مزجه بالرماد أو التراب والحجارة
- أو هو حجر يرشح منه الماء.
- أو هو حجر فيه ماء تمتصه الشمس وتحيله بخارًا ثم يعود حجرًا