هذه الأقوال العديدة، كما هو ملاحظ، غاية في الضلال من جهة ما فيها من ذم وسخرية واستخفاف بالقدر، وإذا نظرنا إلى قائلتها باعتبارها من مؤسس الحداثة الشعرية العربية مع السياب والبياتي تبين لنا مقدار الانحراف الذي بدأت به الحداثة، أمَّا تطوراتها الخبيثة بعد ذلك فإنها قد تجاوزت كل الحدود!!.
أمّا المؤسس الثالث للحداثة عبد الوهاب البياتي فمن أمثلة انحرافاته في هذا الوجه قوله:
(وخواطري مستنقع ركدت … في قاعه الأعشاب والصور
ودم وأنغام وأخيلة … بله العيون كأنها القدر) (٣)
وقوله:
(قدر كان وراء الغيب يلهو بانطلاقي)(٤).
وقوله:
(في قاع الآبار
(١) المصدر السابق ٢/ ١٥٩. (٢) المصدر السابق ٢/ ٣٥٢. (٣) ديوان البياتي ١/ ٦٦. (٤) المصدر السابق ١/ ١٨٦.