الثاني: الإيمان بكتاب اللَّه تعالى الذي لم يفرط فيه من شيء، وأن علمه -سبحانه- بأعمال الخلق وأوصافهم وكل ما يتعلق بهم كتبه في اللوح المحفوظ، فكل ما هو كائن، مكتوب في إمام مبين، قال تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧٠)} (٤)، وقال -عَزَّ وَجَلَّ-: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}(٥)، وقال سبحانه:{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}(٦)، وقال: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣)} (٧).
الثالث: الإيمان بمشيئته النافذة وقدرته التامة، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن جميع الكائنات لا تكون إلّا بمشيئته تعالى، سواء كان مما يتعلق بفعله أم مما يتعلق بفعل خلقه، ومشيئة اللَّه وقدرته تجتمعان فيما كان
(١) الآية ٣ من سورة سبأ. (٢) الآية ٢٢ من سورة الحشر. (٣) الآية ١٢ من سورة الطلاق. (٤) الآية ٧٠ من سورة الحج. (٥) الآية ٣٨ من سورة الأنعام. (٦) الآية ١٢ من سورة يس. (٧) الآيتان ٥٢ - ٥٣ من سورة القمر.