إلى آخر الثواب أي: إنا هيأنا وأرصدنا لمن كفر بالله، وكذب رسله، وتجرأ على المعاصي {سَلاسِلَ} في نار جهنم، كما قال تعالى:{ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} .
{وَأَغْلالا} تغل بها أيديهم إلى أعناقهم ويوثقون بها.
{وَسَعِيرًا} أي: نارا تستعر بها أجسامهم وتحرق بها أبدانهم، {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} وهذا العذاب دائم لهم أبدا، مخلدون فيه سرمدا.
وأما {الأبْرَارِ} وهم الذين برت قلوبهم بما فيها من محبة الله ومعرفته، والأخلاق الجميلة، فبرت جوارحهم (١) ، واستعملوها بأعمال البر أخبر أنهم {يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ} أي: شراب لذيذ من خمر قد مزج بكافور أي: خلط به ليبرده ويكسر حدته، وهذا الكافور [في غاية اللذة] قد سلم من كل مكدر ومنغص، موجود في كافور الدنيا، فإن الآفة الموجودة في الأسماء التي ذكر الله أنها في الجنة وهي في الدنيا تعدم في الآخرة (٢) .
كما قال تعالى:{فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ}{وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}{لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ}{وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ} .
(١) في ب: أعمالهم. (٢) في ب: الموجودة في الدنيا تنعدم من الأسماء التي ذكرها الله في الجنة.