وفي الآية دليل على أن الحياة التي ينبغي السعي في أصلها وكمالها (١) ، وفي تتميم لذاتها، هي الحياة في دار القرار، فإنها دار الخلد والبقاء.
{فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ} لمن أهمل ذلك اليوم ونسي العمل له.
{وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} فإنهم يقرنون بسلاسل من نار، ويسحبون على وجوههم في الحميم، ثم في النار يسجرون، فهذا جزاء المجرمين، وأما من اطمأن إلى الله وآمن به وصدق رسله، فيقال له:{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} إلى ذكر الله، الساكنة [إلى] حبه، التي قرت عينها بالله.
{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} الذي رباك بنعمته، وأسدى عليك من إحسانه ما صرت به من أوليائه وأحبابه {رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} أي: راضية عن الله، وعن ما أكرمها به من الثواب، والله قد رضي عنها.
{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به حال الموت (٢)[والحمد لله رب العالمين] .
تفسير سورة لا أقسم
بهذا البلد مكية (٣)
(١) في ب: السعي في كمالها وتحصيلها وكمالها. (٢) في ب: وقت السياق والموت. (٣) في ب: سورة البلد.