(١) رؤيا عبد الله بن سلام رضي الله عنه في الأخذ بالعروة والاستمساك بها:
فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم من حديث قيس بن عبادة قال: "كنت جالسًا في مسجد المدينة في ناس فيهم بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع، فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوز فيهما، ثم خرج وتبعته فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا رجل منن أهل الجنة، قال: والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك لم ذاك؟ رأيت رؤيا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فقصصتها عليه، ورأيت كأني في روضة - ذكر من سعتها وخضرتها - وسطُها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: ارقَهْ، قلت لا استطيع، فأتاني مُنْصَف (١) فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها، فأخذت في العروة، فقيل له استمسك فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:«تلك الروضة الإسلام، وذلك العموم عمود الإسلام، وتلك العروة الوثقى، فأنت على الإٍسلام حتى تموت، وذلك الرجل عبد الله بن سلام»(٢).
وفي رواية للبخاري ومسلم عن قيس بن عباد قال: «كنت في حلقة فيها سعد بن مالك، وابن عمر فمر عبد الله بن سلام فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، ثم ذكر الحديث ثم قال في آخره فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يموت
(١) قال ابن عون، أحد رواه الحديث "والمنصف: الخادم". (٢) مسند الإمام أحمد (٥/ ٤٥٢) وصحيح البخاري كتاب التعبير الحديثان رقم (٧٠١٠، ٧٠١٤) (٤/ ٣٠٢) وصحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة ٣٣ - باب من فضائل عبد الله بن سلام (٤/ ١٩٣٠).