قالت: فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما هو فوالله لقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي».
فقالت: والله لا أزكي بعده أحدًا أبدًا.
ثم ساق بسنده آخر، وقال:«ما أدري ما يفعل به» قالت: وأحزنني فنمت فرأيت لعثمان عينًا تجري فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:«ذلك علمه»(١).
وذكر ابن بطال (٢) رحمه الله الاتفاق على أن رؤيا المؤمنة الصالحة داخلة في قوله: «رؤيا المؤمن الصالح جزء من أجزاء النبوة»(٣).
[المسألة الرابعة: رؤيا المؤمن عند اقتراب الزمان]
أخرج الإمام أحمد في مسنده، والبخاري، ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب» وهذا لفظ البخاري.
(١) صحيح البخاري كتاب التعبير ١٣ - باب رؤيا النساء، الحديث رقم (٧٠٠٣) (٤/ ٣٠٠). (٢) هو أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال، البكري القرطبي المالكي، من أهل قرطبة عالم بالحديث من كبار المالكين له شرح البخاري توفي سنة (٤٤٩ هـ). انظر: ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (١٨/ ٤٧)، شذرات الذهب (٣/ ٢٨٣)، الأعلام للزركلي (٥/ ٩٦). (٣) فتح الباري (١٢/ ٣٩٢).