لعمر بن الخطاب» فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«لولا غيرتك يا عمر لدخلت القصر» فقال: يا رسول الله ما كنت لأغار عليك, وقال لبلال:«بم سبقتني إلى الجنة» قال: ما أحدثت إلا وتوضأت وصليت ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «بهذا»(١).
قال الترمذي: "ومعنى هذا الحديث؛ أني دخلت البارحة الجنة، ويعني في المنام كأني دخلت الجنة، هكذا روي في بعض الأحاديث، ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: «رؤيا الأنبياء وحي»(٢).
ويؤيد كون هذا الدخول وقع في منام، ما أخرجه الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث جابر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خَشْفة (٣) فقلت، من هذا فقال: هذا بلال ...» الحديث (٤).
(١) مسند الإمام أحمد (٥/ ٣٥٤، ٣٦٠) وهذا لفظ إحدى الروايتين عنده وجامع الترمذي (٥/ ٦٢٠) كتاب المناقب (١٨) باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه (٣٦٨٩). وقال الترمذي: وفي الباب عن جابر، ومعاذ، وأنس، وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رأيت في الجنة قصرًا من ذهب، فقلت لمن هذا؟ فقيل لعمر بن الخطاب» وقال الترمذي هذا الحديث حسن صحيح غريب. (٢) جامع الترمذي (٥/ ٦٢٠) وأثر ابن عباس سوف يأتي تخريجه إن شاء الله. (٣) الخشفة: الصوت ليس بالشديد، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد القاسم (١/ ١٤٥) دار الكتاب العربي (١٣٩٦ هـ). (٤) مسند الإمام أحمد (٣/ ٣٧٢) وصحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب (٣٦٧٩) (٣/ ١٤).