لاسم الله «١»، لأنّه مصدر لم يسند الفعل المنتصب عنه إلى فاعل ظاهر. وما كان من هذا النحو أضيف المصدر فيه إلى الفاعل نحو صنع الله [النحل/ ٨٨] ووعد الله [النساء/ ١٢٢] وكتاب الله عليكم [النساء/ ٢٤] فكما أضيفت هذه المصادر إلى الفاعل، فكذلك يكون (خلقه)«٢» مضافا إلى ضمير الفاعل لأنّ قوله: (أحسن كلّ شيء)، يدلّ على خلق كلّ شيء. فإن قلت: كيف يدلّ قوله: أحسن كلّ شيء على: خلق كلّ شيء، وقد تجعل «٣» أشياء حسنة ممّا لم يخلقها؟ قيل: هذا كما قال: خالق كل شيء [الأنعام/ ١٠٢] فأطلق اللّفظ عامّا، فكما جاء هذا على لفظ العموم، كذلك يدلّ قوله:
أحسن كل شيء على: خلق كلّ شيء، وانتصب «٤»(خلقه) عمّا في هذا اللّفظ من الدّلالة على خلق.
وروي أن عكرمة سئل عن قوله تعالى «٥»: (الذي أحسن كل شيء خلقه)[السجدة/ ٧] فقال: أما إنّ است الفرد ليست بحسنة، ولكنّه أبرم خلقها، أي: أتقن «٦». وما تقدم ذكره من انتصاب (خلقه) على المصدر الذي دلّ فعل متقدّم مذهب سيبويه «٧».
ويجوز في قوله:(أحسن كل شيء خلقه)[السجدة/ ٧] أن
(١) في ط: الله عزّ وجلّ. (٢) في م: خلقا. (٣) في ط: تجد أشياء. (٤) في م: فانتصب. (٥) سقطت من ط. (٦) انظر القرطبي ١٤/ ٩٠. والطبري ٢١/ ٩٤. (٧) انظر الكتاب ١/ ١٩١.