(الغرباء في هذا العالم هم أهل هذه الصفة المذكورة في هذه الآية، وهم الذين أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في (٢) قوله: " «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء. قيل: ومَن الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس» "(٣) وفي حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده: " «طوبى للغرباء. قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: ناس صالحون قليل (٤) في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» (٥) .
فأهل الإسلام بين أكثر الناس غرباء؛ وأهل الإيمان بين أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنَّة الذين تميزوا (٦) بها عن [أهل](٧) الأهواء والبدع) (٨) فيهم غرباء، والداعون إليها، الصابرون على أذى المخالفين لهم أشد غربةً، ولكن هؤلاء هم أهل الله حقُّا فلا غربة عليهم، وإنما غربتهم بين الأكثرين.
(١) في (م) و (ح) و (المطبوعة) زيادة قوله: ينهون عن الفساد في الأرض. (٢) ساقطة من (ح) . (٣) أخرجه مسلم (١٤٥) من حديث أبي هريرة، و (١٤٦) من حديث ابن عمر، والترمذي (٢٦٢٩، ٢٦٣٠) من حديث ابن مسعود وعمرو بن عوف، وابن ماجه (٣٩٨٦) من حديث أبي هريرة، و (٣٩٨٧) من حديث أنس بن مالك. (٤) ساقطة من (م) . (٥) أخرجه أحمد في المسند (٢ / ١٧٧) ، (٢ / ٢٢٢) . (٦) في (س) : " يتميزون". (٧) ما بين المعقوفتين إضافة من (م) و (ح) . (٨) إلى هنا ينتهي السقط من (ق) .