فصل قال المعترض: (ولهذا قال الإمام أحمد: صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من خمسة أوجه أنه قال:" «الخوارج كلاب النار» "(١) فالحاصل أنه لا يكذّب بحال الروح إلا من قلبه مجروح دون أنه -صلى الله عليه وسلم- في قبره حي وجسده طري أعلى (٢) من حياة الشهداء يسمع المخاطب، وصح عن سعيد بن المسيب أنه يسمع أيام فتنة الحرة الأذان والإقامة من قبره -صلى الله عليه وسلم- (٣) وليس موسى بأعلى رتبة منه -عليهما الصلاة والسلام-، وقد مرَّ (٤) أنه يصلي في قبره، وذكر ابن القيم من أحوال الروح في كتاب " الروح الكبير" ما لا يمكن أن يتكلَّم به مع هؤلاء الجهلة الغوغاء؛ وأنها قد تهزم الجيوش) .
ثم ذكر حديث:" «إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام» "(٥) وحديث: " «تعرض عليَّ أعمالكم فما رأيت من خير حمدت
(١) أخرجه ابن ماجه (١٧٣) ، وأحمد (٤ / ٣٥٥) ، والطبراني في الكبير (٨ / ٢٧٠، ح ٨٠٤٢) ، وفي المعجم الصغير (١٠٦٨) . (٢) في (ق) و (المطبوعة) : (أغلى) ، بالغين المعجمة. (٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٥ / ١٣٢) ، واللالكائي في كرامات الأولياء ص (٤١٨) كلاهما من طريق عبد الحميد بن سليمان، وذكرها الذهبي في السير (٤ / ٢٢٨) ، وقال: (عبد الحميد بن سليمان ضعيف) . (٤) في النسخ الأربع: "مرة"، ولم أستوضحه. (٥) أخرجه النسائي (٣ / ٤٣) ، والدارمي (٢ / ٣١٧) ، والحاكم (٢ / ٤٢١) ، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي وأخرجه ابن حبان كما في موارد الظمآن (٢٣٩٣) ، والبغوي في شرح السنة (٦٨٧) .