ثم يقال لهذا الغبي: أخبرنا ما الفرق بين هذا وبين قوله -صلى الله عليه وسلم-: " «الإيمان يمان والحكمة يمانية» "(١) .؟ إن قلت إن الإيمان لا يفارق اليمن في كل وقت وزمان، وَرَدَ عليك الأسود العنسي وأمثاله من المرتدين والمارقين في كل وقت وحين.
وقوله:(وأرشدهم (٢) . -صلى الله عليه وسلم- إلى الشام أيام الفتن) إلى آخره. فيقال له: إذا كان الشام عقر الإسلام، ومعقل الإيمان، فهذا من الأدلة على أن الإسلام والإيمان (٣) . لا تختص به المدينة ولا غيرها من البلاد الإسلامية، وأن الله يداول الأيام بين البلاد والعباد، فحينا تكون الشوكة والدولة الإسلامية بالحجاز والحرمين، كما كان في عهد النبوة وفي الخلافة (٤) . التيمية، والخلافة (٥) . العدوية، والخلافة الأموية، والخلافة العلوية، وحينا في الشام كالولاية المروانية، وحينا بالعراق كالدولة العباسية، وحينا في غيرها من البلاد، كما يشهد لذلك (٦) . الواقع، فإنَّ الإفرنج ملكوا بيت المقدس، واستولوا على خير بلاد الشام وأفضلها دهرًا طويلًا حتى استنقذها من أيديهم الملك الصالح من السلاطين (٧) . المصرية،
(١) أخرجه البخاري (٤٣٨٨) ومواضع، ومسلم (٥٢) ، والترمذي (٣٩٣٥) ، وأحمد (٢ / ٢٣٥، ٢٥٢، ٢٥٨) ، والدارمي (١ / ٥١، ح ٧٩) . (٢) في (ق) : "وأرشد". (٣) ساقطة من (ق) . (٤) في (المطبوعة) زيادة: "الصديقية ". (٥) في (المطبوعة) زيادة: "الفاروقية". (٦) في (ح) و (المطبوعة) : "بذلك". (٧) في (المطبوعة) زيادة: "الأكراد".