كان حسن الخلق، يتحمل جفاء الناس وتقصيرهم ولا يقابل المسيء بالإساءة بل يقابله بالإحسان، بالصفح والإحسان والعفو، ويعامله بما يقتضيه الشرع لا بما بلغه عنه، إلا إذا كان على معصية لله تعالى أو في أمر يقدح في الإسلام؛ فإن الشيخ ينبهه ويذكره ويخوفه بالله ﷿ فيما بينه وبينه، أما إذا كان في أمور دنيوية أو فيما يتعلق بشخص الشيخ أو غير ذلك فكأن شيئاً لم يكن، فكان آية من آيات الله في الحلم وحسن المعاملة وبذل المعروف لمن أساء إليه. وعدد من الناس الذين أساؤا إليه وجفوا في حقه وتوفوا قبله خلفهم بأهلهم بخير، واساهم عند مصابهم وتفقد حالهم، إذا كان على المتوفى ديون أو كان على أهله أجرة للمنزل ونحو ذلك، فكان يبذل ما يستطيع في ذلك ويعدهم خيرًا ويتلطف لهم، يشعرهم بأنه معهم ويقول: إذا كان لكم أي حاجة فأخبروني.
كذلك كان يهمه أمر الإسلام ليل نهار، فكان يتتبع الأخبار عن أحوال المسلمين والعالم الإسلامي والحوادث التي تحدث فيه، والنتائج التي تصل إليها، ويهمه ذلك ويتضرع إلى الله ﷿ أن يعلي دينه وينصر كلمته، ويعز عباده وهكذا.
كذلك كانت الدعوة إلى الله ﷿ تجري في شرايينه فكان يهمه أمر الدعوة، يبذل في سبيله ما استطاع من وقت ومال وجاه ونصح ودفاعًا عن الدعاة وغير ذلك، فكانت له المواقف المشهورة العظيمة" (١).
(١) لقاء إذاعي مع د. محمد المشوح بعنوان: في مواكب الدعوة في السيرة الذاتية للشيخ.