رجال من أهل الإسلام خرج بهم المشركون كرهاً، فلما رأوا قلة المسلمين قالوا:{غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ} ١، الآية كلها، وأنزل في قتلى المشركين ومن اتبعهم {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ} ٢ الآية وثمان آيات معها، وعاتب الله عزوجل النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فيما أسروا وكره الذي صنعوا ألا يكونوا أثخنوا العدو بالقتل، فقال الله عزوجل:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ} ٣، ثم سبق من الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إحلال الغنائم وكانت حراماً على من كان قبلهم من الأمم، كان فيما يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - والله أعلم - أنه كان يقول:"لم تكن الغنائم تحل لأحد قبلنا فطيبها الله عزوجل لنا"٤، فأنزل الله فيما سبق من كتابه بإحلال الغنائم فقال: {لَّوْلاَ كِتَابٌ
١ سورة الأنفال، الآية (٤٩) ٢ سورة الأنفال، آية (٥٠) . ٣ سورة الأنفال، آية (٦٧) . ٤ هذا اللفظ يشهد له ما أخرجه البخاري (٦/٢٢٠ رقم ٣١٢٤ مع الفتح) ومسلم رقم (١٧٤٧) من حديث أبي هريرة مرفوعاً "ثم أحلّ الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا".