لكنْ رُويَ من حديثِ عبدِ الله بنِ عمْرو، بإسنادٍ أجودَ مِن هذا.
قالَ المُزَنيُّ: سمعتُ الشافعيَّ رحمهُ اللهُ، وسُئلَ عن العدلِ، فقالَ: ما أحدٌ يطيعُ اللهَ، حتّى لا يَعصيَهُ، وما أحدٌ يَعصي اللهَ حتّى لا يطيعَهُ، ولكنْ إذا كانَ أكثرُ عملهِ الطاعةَ، ولا يقيمُ على كبيرةٍ، فهو عدلٌ.
عن أبي مسعودٍ البَدْريّ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: " إنّ ممّا أدركَ الناسُ من كلامِ النّبُوةِ الأولى: إذا لمْ تستحِ، فاصنعْ ما شئتَ "(٣)، رواهُ البخاريُّ، وهذا: هو: الحديثُ الذي لمْ يسمعِ القَعْنَبيُّ من شُعبةَ سِواهُ.
وهو دليلٌ على الحَضِّ على اجتنابِ الرّذائلِ، ولا تُقْبلُ شهادةُ مُتعاطيها، واللهُ أعلمُ.
قالَ شُعْبةُ عن حُصيْنٍ عن أسيد - هو ابن أبي أسيد، قالَ: سمعتُ ابنَ عمرَ، وأتاهُ رجلٌ، فقالَ: إني كنتُ أكْنِسُ (٤) حتّى تزوّجتُ وعُتِقتُ، وحَجَجْتَ، قالَ: ما كنتَ تكنِسُ " (٥)، قالَ: العذرةَ، قالَ: أنت خبيثٌ، وعتقُكَ خبيثٌ، وحَجُّكَ خبيثٌ، اخرجْ منهُ كما دخلتَ فيهِ "(٦)، رواهُ البيهقيُّ بإسنادٍ صحيحٍ.
وهو دليلٌ على أنهُ: لا يُقْبلُ شهادتُهُ.
عن أبي هريرة:" أنّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رأى رجلاً يتبعُ حمامةً، فقالَ: شيطانٌ يتبعُ شيطانةً "(٧)، رواهُ أبو داودَ، وابنُ ماجة، بإسنادٍ حسنٍ قويٍّ على شرطِ مسلمٍ،
(٣) البخاري (١٦/ ٦٤). (٤) غير واضحة بالأصل، ولعلها هكذا. (٥) كذاك، غير واضحة بالأصل، ولعلها هكذا، والله أعلم وقد تابعنا في إثباتها ما في البيهقي (٦/ ١٣٩). (٦) البيهقي (٦/ ١٣٩). (٧) أبو داود (٢/ ٥٨٢) وابن ماجة (٣٧٦٥).