روي في سبب نزولها عن أنس قال «١» : كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة. فنزل تحريم الخمر. فأمر صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى. فقال أبو طلحة: اخرج فانظر ما هذا الصوت. قال، فخرجت فقلت: هذا مناد ينادي: ألا إنّ الخمر قد حرّمت. فقال لي: اذهب فأهرقها. قال، فجرت في سكك المدينة.
قال، وكانت خمرهم يومئذ الفضيخ. فقال بعض القوم: قتل قوم وهي في بطونهم. قال، فأنزل الله: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا.. الآية. رواه البخاري «٢» في (التفسير) .
وروى الترمذيّ «٣» عن البراء بن عازب قال: مات ناس من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم وهم يشربون الخمر. فلما نزل تحريمها قال ناس من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم: فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ قال، فنزلت: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ.. الآية.
وقال: حسن صحيح.
وعن ابن عباس قال «٤» : قالوا: يا رسول الله! أرأيت الذين ماتوا وهم يشربون الخمر؟ (لما نزل تحريم الخمر) ، فنزلت: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ.. الآية. أخرجه الترمذيّ
وقال: حديث حسن صحيح.
(١) أخرجه البخاري في: المظالم والغصب، ٢١- باب صب الخمر في الطريق، حديث ١٢١٦ وهذا نصه: عن أنس رضي الله عنه: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة. وكان خمرهم يومئذ الفضيح. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي «ألا إنّ الخمر قد حرّمت» . قال، فقال لي أبو طلحة: أخرج فأهرقها. فخرجت فهرقتها فجرت في سكك المدينة. فقال بعض القوم: قد قتل قوم وهي في بطونهم. فأنزل الله: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا.. الآية . (٢) هذا نص البخاري في: التفسير، ٥- سورة المائدة، ١٠- باب قوله إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ. قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما كان لنا خمر غير فضيحكم هذا الذي تسمونه الفضيح. فإني لقائم أسقي أبا طلحة وفلانا وفلانا، إذ جاء رجل فقال: وهل بلغكم الخبر؟ فقالوا: وما ذاك؟ قال: حرّمت الخمر. قالوا: أهرق هذه القلال، يا أنس! قال: فما سألوا عنها ولا راجعوها بعد خبر الرجل. وفي: ١١- باب قوله لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ... إلى قوله وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. ونصه كنص المتن. (٣) أخرجه الترمذي في: التفسير، ٥- سورة المائدة، ١١- حدثنا بذلك بندار. (٤) أخرجه الترمذي في: التفسير، ٥- سورة المائدة، ١٢- حدثنا عبد بن حميد.