قالوا: وكان في بُقْعة أَخفضَ من البُقْعة الَّتي كانت هي عليها والأَول أَظهَرُ.
وقرأ ابنُ عباس «٢» : «فَنَادَاهَا مَلَكٌ مِن تَحْتِهَا» .
والسَّرِيُّ: من الرجال العظيمُ السيّد، والسري: أَيضاً الجدولُ مِنَ الماء وبحسَبِ هذا اختلف النّاسُ في هذه الآية.
فقال قتادةُ، وابنُ زيدٍ: أَراد جعل تحتك عَظِيماً من الرجال، له شأنٌ «٣» .
وقال الجمهورُ: أَشار لها إلى الجَدْول، ثم أَمرها بهز الجِذْع اليابِس لترى آيَةً أُخْرى.
وقالت فرقةٌ: بل كانت النخْلة مطعمة رطباً، وقال السُّدِّيُّ: كان الجِذْع مقطوعاً، وأجري تحتها النهر لحينه «٤» .
قال ع «٥» : والظاهر من الآية: أَن عيسى هو المكلِّم لها، وأَن الجِذْع كان يَابِساً فهي آيات تسليها، وتسكن إليها.
قال ص: قوله: وَهُزِّي إِلَيْكِ تقرر في عِلْم النحو أَن الفِعْل لا يتعدَّى إلى ضمير مُتّصلٍ، وقد رفع المتصل، وهما لمدلول واحد، وإذا «٦» تقرر هذا ف «إِليك» لا يتعلق ب «هُزِّي» ، ولكن يمكن أَن يكون «إلَيْك» حالاً من جِذْع النخلة فيتعلَّق بمحذْوفٍ أَيْ: هزي بجذْع النخلة مُنْتهياً إليك. انتهى.
(١) أخرجه الطبريّ (٨/ ٣٢٧) برقم (٢٣٦٢٥) ، وذكره ابن عطية (٤/ ١١) ، والبغوي (٣/ ١٩٢) ، وابن كثير (٣/ ١١٧) ، والسيوطي (٤/ ٤٨٢) ، وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس. (٢) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ١١) ، و «البحر المحيط» (٦/ ١٧٣) . (٣) أخرجه الطبريّ (٨/ ٣٣٠) عن قتادة برقم (٢٣٦٥٦) ، وابن زيد برقم (٢٣٦٥٧) ، وذكره ابن عطية (٤/ ١١) ، وابن كثير (٣/ ١١٧) . (٤) أخرجه الطبريّ (٤/ ٣٣٠) برقم (٢٣٦٦٢) ، وابن عطية (٤/ ١١) . (٥) ينظر «المحرر الوجيز» (٤/ ١١- ١٢) . (٦) في ج: تقدر.