والتعريضات المستحسنة، وهذه وأشباهها في كلام الله آداب حسنة، على المؤمنين أن يتعلموها، ويتأدبوا بها، ويتكلفوا مثلها في محاوراتهم ومكاتباتهم (١).
وقوله تعالى:{وَاتَّقُوا اللهَ} تحذير، {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ} خبر يقتضي المبالغة في التحذير، أي فهو مجازيكم على البر والإثم.
روى مسلم عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يخطب يقول: «إنكم ملاقو الله حفاة عراة مشاة غرلا (٢)، ثم تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:{وَاتَّقُوا اللهَ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ}.
{وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ}{عُرْضَةً}: منصوب مفعول ثاني لتجعلوا.
{أَنْ تَبَرُّوا} فيه ثلاثة أوجه: النّصب والجر والرفع.
فأما النصب: فعلى تقدير: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم لئلا تبروا، فحذفت لا، أو كراهة أن تبروا، والتقدير الثاني أولى، لأن حذف المضاف أكثر في كلامهم من حذف «لا».
وأما الجرّ: فعلى تقدير حرف الجر وإعماله، لأنه يحذف مع «أن» كثيرا، لطول الكلام.
(١) الكشاف: ٢٧٤/ ١ (٢) الغرل: هو الأقلف الذي لم يختن.