وقال في موضع آخر في كتاب البيوع: "وعن ابن عباس قال: ولما نزلت: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[الأنعام: من الآية ١٥٢] عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسُدُ واللحم ينتن، ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت:{وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ}[البقرة: من الآية ٢٢٠] قال: فخالطوهم" (٢).
وقال في موضع آخر عند الكلام على اللعان: "وقال رجل: يا رسول الله، أرأيت لو وجد
أحدنا امرأته على فاحشةٍ كيف يصنع إن تكلم تكلم بأمر عظيم، وإن سكت سكت على مثل ذلك، فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجبه، فلما كان بعد ذلك أتاه فقال: إن الذي سألتك عنه ابتُليت به، فأنزل الله - عز وجل - هؤلاء الآيات في سورة النور {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} ... [النور: ٦] ... " (٣).
وقال في موضع آخر في صفة الكفارة: "فقد كان الرجل يقوت أهله قوتاً فيه سعة، وكان الرجل يقوت أهله قوتاً فيه شدة، فنزلت:{مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} ... [المائدة: ٨٩]" (٤).
وقال في موضع آخر عند الكلام على عظم منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الله في المحبة: " لما قال من قال من الكفّار حين اشتكى فلم يقم ليلة أو ليلتين أنه قد وُدِّع فأنزل الله - عز وجل -: {وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضُّحى: ١ - ٥] " (٥).
(١) إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة، ص ٢٩٤. (٢) إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة، ص ٣٧١. (٣) إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة، ص ٤٨٩. (٤) إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة، ص ٦١٣. (٥) خصائص سيد العالمين [ق ٢٦/و-ظ].