فقال له: يا أحمد تخرج مع إخوتك تستريح، فاعتلّ عليه، فألح عليه والده، فامتنع أشد
الإمتناع.
فقال: أشتهي أن تعفيني من الخروج، فتركه وخرج بإخوته، فظلوا يومهم في البستان، ورجعوا آخر النهار فقال: يا أحمد أوحشت إخوتك اليوم، وتكدّر عليهم، بسبب غيبتك عنهم فما هذا؟ فقال ياسيدي إنني اليوم حفظت هذا الكتاب، لكتاب معه، فقال: حفظته! ! كالمنكر المتعجب من قوله، فقال له: استعرضه عليّ، فاستعرضه، فإذا به قد حفظه جميعه، فأخذه وقبَّله بين عينيه، وقال: يابني لاتخبر أحداً بما قد فعلت، خوفاً عليه من العين، أو كما قال" (١) وقد أيضاً أورد هذا القول عن السرمري مختصراً الشوكاني في (البدر الطالع)(٢).
[٢١ - عمدة الدين في فضل الخلفاء الراشدين.]
ذكره ابن ناصر الدين في (التبيان)(٣) وابن فهد في (لحظ الألحاظ)(٤) والزركلي في (الأعلام)(٥) والكتاني في (فهرس الفهارس)(٦) وصالح آل عثيمين في (تسهيل السابلة)(٧) والطريقي في (معجم مصنفات الحنابلة)(٨).