هذا وقد كان النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - أطَّلع منهم على خائنة ونقض عهد مرَّة أخرى، وذلك أنَّ النبيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - خرج مستعينًا بهم ومعه أبو بكر وعمر وعلى - رضي الله عنه - في دية الرجلين المسلمين اللذين قتلهما عمرو بن أميَّة الضمري - رضي الله عنه - في مُنصَرِفِه من بئر معونة حين اغتزيا إلى بني عامر، فأجابوه إلى ذلك وأجلسوه تحت الحصن، فأخذ جبريل - عليه السَّلام - بيده، فأقامه وباعده من تحت الحصن، وإذا بهم قد اشتوروا من يرمي هذا الحجر على رأس محمَّد؛ لنستريح، فقال رجل: أنا وهموا بالقتل وطرح الحجر عليه من فوق الحصن، فعصمه الله تعالى، وقد
(١) مشهرة: السيوف عندما تسل من غمدها. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (شهر). (٢) ذكور: الصلب والمتين. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (ذكر). (٣) أخو كعب: هو سلكان بن سلامة، أبو نائلة أحد بني عبد الأشهل أخوه من الرضاعة. انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ٤/ ٧. (٤) انظر: "ديوان كعب بن مالك الأنصاري" مجيد طراد (٤٥)، وذكر فيه بعد بدل عند، "السيرة النبوية" لابن هشام ٣/ ١٨، "البداية والنهاية" لابن كثير ٤/ ٧٧، وفيه بعد بدل عند.