= قلتُ: قوله (أبو العالية الصواب) تصحيف ظاهر كما يأتى. وصوابه (أبو العلانية الصواب) وقوله (والذى قبله خطأ) فليس قبل هذا الحديث طريق آخر عند النسائي في مطبوعة الكبرى، فالظاهر أنه قد سقط منه، فقد ذكر المزى في "التحفة" [رقم ٤٣٠١]، أن النسائي قد رواه في "الكبرى" من طريق مخلد بن يزيد - كذا قال المزى، وهو وهم منه كما يأتى - كما مضى آنفًا. ثم رواه عقبة من طريق يحيى القطان عن هشام عن ابن سيرين عن أبى العلانية عن أبى سعيد به .... قال النسائي: "هذا هو الصواب - يعنى حديث القطان - والذى قبله خطأ .... " هكذا نقله عنه المزى. وبه يستكمل النقص والتصحيف الواقعين في المطبوعة من "السنن الكبرى" لكن ما جزم به المزى من كون (مخلد بن يزيد) هو الذي رواه عن هشام في سند النسائي، ما هو إلا وهْم محض. فالواقع عند النسائي هكذا: (عن مخلد عن هشام ... ) هكذا (مخلد) فقط. فظنه المزى: مخلد بن يزيد، وأقره الإمام في "الصحيحة" [٦/ ١٠٩٣]، وهو وهم في نقدى، ولم أجد رواية لمخلد بن يزيد عن هشام بن حسان بعد البحث، بل ولم يذكره المزى نفسه - ولا غيره - في تلاميذ هشام من ترجمته، ولا ذكر هشامًا في جملة شيوخ مخلد بن يزيد من ترجمة الأخير، بل الذي روى هذا الحديث عن هشام: هو مخلد بن حسين المصيصى ربيب هشام بن حسان. وثقه العجلى وأثنى عليه خيرًا. وهو مشهور بالراوية عن زوج أمه هشام. والذى نبهنى لهذا: هو أنى ظفرتُ بهذا الحديث في "علل ابن أبى حاتم" [رقم ١٥٦٥]، وفيه: "سألت أبى عن حديث رواه مخلد بن حسين عن هشام عن ابن سيرين عن أبى العالية ... " ثم ذكره ثم قال: "قال أبى: إنما هو ابن سيرين عن أبى العلانية .. لا يروى ابن سيرين عن أبى العالية شيئًا ... ". قلتُ: فصح ما قلناه ولله الحمد. وقول أبى حاتم يؤيد ما قاله النسائي من وهم مخلد بن حسين في سنده، وأن الصواب هو قول من رواه عن هشام فقال: (عن أبى العلانية) وهكذا رواه عاصم الأحول عن ابن سيرين عن أبى العلانية عن أبى سعيد به بنحوه ... أخرجه البخارى في الأدب [رقم ١٠٧٧]، لكن يُعكر على كل هذا: أن عبد الرزاق قد روى هذا الحديث في "مصنفه" [١٦٩٤٧]، فقال: "عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبى العالية عن أبى سعيد به ... ". =