الرحمن، عن المقبرى، عن عبد الرحمن بن أبى سعيدٍ، عن أبيه، قال: حبسنا يوم الخندق عن الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، حتى كفينا، وذلك قول الله: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (٢٥)} [الأحزاب]، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بلالًا فأقام، ثم صلى الظهر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام فصلى العصر كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام المغرب فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك، وذلك قبل أن ينزل:{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا}[البقرة: ٢٣٩].
= [١/ ٣٣١]، وابن المنذر في "الأوسط" [رقم ١١٤٢]، والطبرى في "تفسيره" [١٠/ ٢٨٢]، وغيرهم، من طرق عن ابن أبى ذئب عن سعيد المقبرى عن عبد الرحمن بن أبى سعيد عن أبيه به مثل سياق المؤلف. قلتُ: إسناده مستقيم. والحديث عند النسائي [٦٦١]، وأحمد [٣/ ٢٥]، وابن خزيمة [٩٩٦]، وابن حبان [٢٨٩٠]، وغيرهم، مثله دون قوله: (ثم أقام العشاء فصلاها ... إلى آخره). وقد اختلف في إسناده على ابن أبى ذئب، فرواه عنه يحيى القطان وشبابة ويزيد بن هارون وجماعة على الوجه الماضى وهو المحفوظ. وخالفهم الثورى، فرواه عن ابن أبى ذئب فقال: عن الزهرى عن سعيد بن المسيب به مرسلًا ... ، هكذا أخرجه الدارقطنى في "العلل" [١١/ ٣٠١]، من طريق محمد بن أحمد بن أبى الثلج عن جده عن أبى الجواب عن الثورى به .... قلتُ: وهذا وهم قبيح من أبى الجواب كما قاله الدارقطنى، وأبو الجواب اسمه الأحوص بن جواب ثقة مشهور، لكن ضعفه ابن معين في رواية، وقال ابن حبان: "كان متقنًا ربما وهم" وقد قال الدارقطنى بعد أن وهَّمه فيه: "وليس هذا من حديث الزهرى ولا من حديث سعيد بن المسيب، والصحيح قول يحيى القطان ومن تابعه: عن ابن أبى ذئب عن المقبرى عن عبد الرحمن بن أبى سعيد عن أبيه ... ". قلتُ: والقول ما قالت حذام.