بَيْنَهُمَا"، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا، وَاجْعَلْ مَعَ الْبَرَكةِ بَرَكتَيْنِ".
١٢٨٥ - حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا سعيد بن عامرٍ، عن سعيد بن أبى عروبة، عن مطرٍ، عن ابن سيرين، عن ذكوان أبى صالحٍ، وأثنى عليه خيرًا، عن جابرٍ، وأبى هريرة، وأبى سعيد الخدرى أنهم نُهوا عن الصرف، ورجلان يرفعان ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
١٢٨٥ - صحيح: أخرجه أحمد [٣/ ٨]، و [٣/ ٢٩٨]، وأبو نعيم في في "الحلية" [٣/ ٧٨]، وابن عدى في "الكامل" [١/ ٣٧٠]، وغيرهم من طرق عن سعيد بن أبى عروبة عن مطر [وتحرف عند أحمد في الموضع الأول إلى (مطرف) فانتبه!]، عن ابن سيرين عن أبى صالح عن جابر وأبى هريرة وأبى سعيد به .... قلتُ: هذا إسناد ضعيف، مطر هو ابن طهمان الوراق، مختلف فيه، وهو أقرب إلى الضعف لسوء حفظه وكثرة أخطائه، وابن أبى عروبة إمام مشهور، قال الحافظ في "التقريب": "ثقة حافظ له تصانيف، كثير التدليس، واختلط ... ". قلتُ: أما اختلاطه فنعم، لكن هذا الحديث رواه عنه يحيى القطان عند ابن عدى في "الكامل"، ويحيى من أثبت الناس فيه كما قاله ابن عدى، وأما (كثرة تدليسه) فلا نوافق عليه فضلًا عن الرضا به، بل هو قليل التدليس بحيث لا يجمل بالباحث أن يُعل الحديث بعنعنته مطلقًا، بل تدليسه من قبيل تدليس الثورى والزهرى وجماعة من الكبار. وإنما أتى الحافظ وغيره من الذين رموه بكثرة التدليس، من خفيِّ إطلاقات المتقدمين في ذلك الخطب، فالأكثرون منهم كانوا يرمون الرجل بالتدليس ويريدون منه الإرسال الخفى، وهذا مشروح في غير هذا المكان. وابن أبى عروبة كان من ذلك الصِّنف، فإنه كان يروى عن جماعة أدركهم ولم يسمع منهم، فقال البزار: "يحدث عن جماعة لم يسمع منهم، فإذا قال: سمعتُ وحدثنا، كان مأمونًا على ما قال ... " كذا في "التهذيب" [٤/ ٦٤]، وهو ظاهر في مطلق الإرسال بنوعيه. ومن فهم منه التدليس، لقد ظن خُلْفًا، وقد ذكر أحمد أنه لم يسمع من أحد عشر راويًا ... سردهم أحمد ثم قال: "وقد حدث عن هؤلاء كلهم ولم يسمع منهم شيئًا" نقله عنه ابن أبى حاتم في "المراسيل" [ص ٧٨، ٧٩]، وهذا أيضًا مثل قول البزار الماضى. وفى تقرير هذا طول، ويكفى ما ذكرناه.