للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أَنْهَارِ الجَنَّةِ، فَيَنْبُتونَ كمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَمَا رَأَيْتم الصَّبْغَاءَ شَجَرَةً تَنْبُتُ فِي الْغُثَاءِ؟ فَيَكُونُ مِنْ آخِرِ مَنْ أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ رَجُلٌ عَلَى شَفَتِهَا، فَيَقولُ: يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِى عَنْهَا، فَيقولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لا تَسْأَلُنِى غَيْرَهَا! قَالَ: وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلاثُ شَجَرَات، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِى إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا، فَيَقولُ: عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لا تَسْأُلُنِى غَيْرَهَا! قَالَ: ثُمَّ يَرَى أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِى إِلَى هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا، قَالَ: فَيَقُولُ عَهْدَكَ وَذِمَّتَكَ لا تَسْأَلُنِى غَيْرَهَا! قَالَ: ثُمَّ يَرَى أُخْرَى، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَوِّلْنِى إِلَى هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَشْرَبُ فِي ظِلِّهَا، ثُمَّ يَرَى سَوَادَ النَّاسِ وَيَسْمَعُ كَلامَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِى الجَنَّةَ، قَالَ أبُو نَضْرَةَ: اخْتَلَفَ أبُو سَعيدٍ وَرَجُلٌ مِنْ أصْحَاب النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: فَيُدْخِلُهُ الجَنَّةَ، فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَمِثْلِّهَا، وَقَالَ الآخَرُ: يَدْخُلُ الجَنَّةَ فَيُعْطَى الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا".


= قلتُ: وهذا إسناد قوى مستقيم. رجاله ثقات من رجال "الصحيح"، وعثمان ثقة مشهور كان ابن معين يضعف حديثه في التفسير فقط، وقد أثنى عليه الجماعة واحتج به البخارى ومسلم وغيرهما، لكن يأبى العقيلى إلا أن يذكره في "الضعفاء" [٣/ ٢١٣]، ذاكرًا فيه قول القطان: "كان عند عثمان كتاب عن عكرمة فلم يصححه" ثم أخرج له هذا الحديث بلفظ مختصر جدًّا ثم قال: "هذا الكلام يُروى بإسناد أصح من هذا في حديث الشفاعة".
قلتُ: نعم، ولكن ليس بهذا السياق. وإسناده هنا صالح جدًّا وإن كره العقيلى، وليس في عبارة القطان ما يجرح عثمان من أجله. وتمام عبارة القطان كما في "التهذيب" [٧/ ١٣٣٧]: "فلم يصححها لنا" وماذا في هذا؟! الرجل ضنين بما سمع من عكرمة، والقطان شغوف بالسماع جدًّا، فمثله إذا لم يُشبع نَهْمَه القطان؛ يجرى لسان القطان بمثل هذا الكلام الخفيف.
أفيُذْكر عثمان لأجله في "الضعفاء"؟! أليس عثمان هو الذي يقول عنه أحمد: "ثقة ثبت الحديث"؟! كما في "العلل" [٢/ ١٨٥] رواية عبد الله،، فلْيراجع العقيلى نفسه.
والحديث من طريق عثمان عند النسائي في "الكبرى" [١١٣٢٧]، ولكن بأقل من لفظه. وقد توبع عليه عثمان: تابعه أبو المسلمة على بعض فقراته كما مضى [برقم ١٠٩٧]، وتابعه على بعضه عوف الأعرابى كما هو بعد الآتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>