قوله:(وَهِي مِفتَاحُ دَعوةِ الرُّسُلِ) هذا ظاهرٌ بَيِّنٌ مما ذكره اللَّه تعالى في قصص الأنبياء، عن نوحٍ وهودٍ وصالحٍ وشعيبٍ ﵈، فكان كل واحدٍ منهم يفتتح دعوته لقومه بقوله: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾، فالتوحيد هو أصل دين الرسل كلهم، واسمه «الإسلام»، ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩]، ولما بعثَ النبيُّ ﷺ معاذاً إلى اليمن قال له:«إِنَّكَ تَقْدَمُ على قومٍ من أَهلِ الكِتَابِ فَليَكُن أَوَّلَ مَا تَدعُوهُم إلى أن يُوَحِّدُوا اللَّهَ تعالى»(٢).
(١) أخرجه البزار في «مسنده» -كما في «كشف الأستار» رقم (٤) -، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» رقم (٥٤٤٢) وفي إسناده مَنْ لم أعرفه. (٢) متفق عليه، أخرجه البخاري رقم (١٣٨٩)، ومسلم رقم (١٩).