حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ} (١). ويستثنى من ذلك من يُحجب كالأخ للأب مع البنت والأخت لأبوين، وكذا يخرج الأخ والأخت للأم بقوله تعالى:{فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ}(٢). وقد نقل الإجماع على أن المراد بها الإخوة من الأم (٣).
وقوله:"رجل ذكر". هكذا في جميع الروايات، ووقع في كتب الفقهاء كصاحب "النهاية" وتلميذه الغزالي (٤): "فلأَولى عصَبة ذكر". قال ابن الجوزي (٥) والمنذري (٦): هذه اللفظة ليست محفوظة. وقال ابن الصلاح (٦): فيها بعد عن الصحة من حيث اللغة فضلًا عن الرواية؛ فإن العصبة في اللغة اسم للجمع لا للواحد. كذا قال.
قال المصنف رحمه الله (٦): والذي يظهر أن العصبة اسم جنس يقع على الواحد وأكثر، وقد جاء في رواية أبي هريرة في غير هذا الحديث:"فإلى العصبة مَن كان"(٧). فالظاهر الإفراد، ووصف الرجل بأنه ذكر زيادة في البيان. قال الخطابي (٨): فائدته ليعلم أن العصبة إذا كان عمًّا أو ابن عم مثلًا وكان معه أخت له، أن الأخت لا ترث، ولا يكون المال بينهما للذكر مثل حظ الأنثيين. ويقال: هذه الفائدة تحصل من لفظ "رجل" وحده. وقال ابن
(١) الآية ١٧٦ من سورة النساء. (٢) الآية ١٢ من سورة النساء. (٣) الإجماع لابن المنذر ص ٣٣. (٤) الوسيط ٤/ ٣٤٦. (٥) التحقيق ٢/ ٢٤٨. (٦) الفتح ١٢/ ١٢. (٧) مسلم ٣/ ١٢٣٧ ح ١٦١٩/ ١٥. (٨) معالم السنن ٤/ ٩٧.