وقال أبو بكر بن أبي داود: ثنا محمود بن خالد، ثنا: عُمَرُ (٢) بن عبد الواحد، ثنا: سعيد بن عبد العزيز قال: "وقفَ رجُلٌ على لقمان الحكيم - عليه السلام -! وهو في حلقةٍ عظيمةٍ فقال: ألسْتَ عبدَ بَنِي الحسحاس؟ فقال:"بلى". قال: فأيُّ شيء بلغتَ مَا أَرَى؟ قال:"قَدَرُ الله، وصِدْقُ الحديثِ، وتَرْكِي مَا لَا يَعْنِيني"(٣).
وذَكَر مالكٌ في "موطئهِ" أنه قيل للقمان: ما بلغَ بكَ ما نَرَى؟ -يريدون الفضل-، قال:"صِدْقُ الحَدِيثِ، وأَدَاءُ الأَمَانَةِ، وَتَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي"(٤).
وروى أبو عبيد عن الحسن -رحمه الله- قال:"مَن عَلامَةِ إِعْرَاضِ اللهِ عن العبدِ أَنْ يَجْعَلَ شُغلَهُ فيما لا يَعْنِيهِ"(٥).
وقال سابِقٌ:
(١) رواه ابن حبان (٢/ ٧٦ - ٧٩ رقم ٣٦١)، والمعافى بن زكريا في "الجليس الصالح" (٣/ ٣٧٥ - ٣٧٨)، وأبو نُعَيم في "الحلية" (١/ ١٦٦ - ١٦٨)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٩/ ١٩٩) في حديث مُطوَّل، وهو حديث ضعيف جدًّا؛ في إسناده إبراهيم بن هشام الغسَّاني، كَذَّبه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيين، وقال الذهبي: "متروك". انظر: "الجرح والتعديل" (٢/ ١٤٢، ١٤٣)، و"ميزان الاعتدال" (١/ ٧٣)، (٤/ ٣٧٨). (٢) في الأصل: "عمرو" والتصويب من "التمهيد" وكتب التراجم. انظر: "التقريب" (٧٢٤ رقم ٤٩٧٧) وأصوله. (٣) رواه ابن وهب في "الجامع" (١/ ٤٤٠ رقم ٣٢٥)، وابن أبي الدنيا في "آداب الصمت" (٢٦٥ رقم ١١٦)، والطبري في تفسيره (٢١/ ٤٤)، وابن أبي زيد في "الجامع" من طريق مالك (٢٠١ - ٢٠٢)، ورواه ابن عبد البر بالإسناد الموجود أعلاه (٩/ ١٩٩ - ٢٠٠). (٤) "الموطأ" (٢/ ٥٨٨ رقم ٢٨٣٠)، ورواه عن مالك: أبو مصعب الزهري في روايته "للموطأ" (٢/ ١٦٩ رقم ٢٠٨٧)، ورواه ابن وهب في "الجامع" (١/ ٤١١ رقم ٢٩٨، ٢٩٩)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٣٢٨)، والسِّلفي في "فوائد حسان" (١١٥ رقم ١٧). (٥) ذكره ابن عبد البر (٩/ ٢٠٠)، وابن البناء في "الرسالة المغنية" (٦٢ رقم ٢٢)، وابن رجب في "الجامع" (١/ ٢٩٤).