قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشّجاع الشّجعما (١)
قال أبو سعيد: الشاهد: أنّه رفع الحيّات بسالم، ونصب القدم لأنّه مفعول سالم، والأفعوان وما بعده هنّ الحيات فنصبها وحقّها الرفع بالبدل من الحيات فحمل نصبهنّ على المعنى، وذلك أن سالم وباب فاعل حقّه أن يكون من اثنين كلّ واحد منهما يفعل بصاحبه مثل الذي يفعله صاحبه به، فلما قال: سالم الحيات القدم دلّ على أن القدم مسالمتها فأضمر مسالمة القدم للأفعوان؛ فكأنه قال: سالمت القدم الأفعوان.
وكان الفرّاء ينشد " الحيّات " منصوبا بكسر التاء ويجعل القدم تثنية، أراد: القدمان وحذف النون للضرورة كما قال:
(١) البيت للعجاج: ديوانه ٨٩؛ خزانة الأدب ١٠: ٢٤٠، ١١: ٤١١. (٢) البيت للأخطل: ديوانه: ٣٨٧؛ المقتضب ٤: ١٤٦؛ شرح المفصل ٣: ١٥٤، ١٥٥؛ المنصف ١: ٦٧. (٣) البيت سبق تخريجه. (٤) البيت للأخطل: ديوانه: ٤٤؛ خزانة الأدب ٣: ١٨٥، ٨: ٢١٠، شرح المفصل ٣: ١٥٤، ١٥٥. (٥) سورة الأنعام، الآية: ١٣٧. وهي قراءة ابن عامر، انظر: الميسر في القراءات الأربعة عشر، ص: ١٤٥.